Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 08/05/2014

ابن الهيثم بغداد تناقش اهمية برامج التوأمة مع الجامعات العالمية


اقام قسم الفيزياء بكلية التربية للعلوم الصرفة بجامعة بغداد محاضرة بعنوان “التوأمة المفهوم والأهداف” وذلك ضمن الموسم الثقافي لسلسة المحاضرات التثقيفية لقسم الفيزياء بالكلية.
واستعرض المحاضر الأستاذ الدكتور سمير عطا مكي ما يمر به التعليم العالي في الوطن العربي من تحولات مصيرية في مختلف مجالات الحياة وميادينها حيث يعيش وضعيات تاريخية صعبة ومعقدة التكوين تدفعه خارج مدار الدور الحضاري الذي يجب أن يحققه.                     
واشار الباحث الى ان الهدف من انشاء برامج توأمة الجامعات في عام 1922 اقامة التعاون بين الجامعات مع التشديد على أهمية نقل المعارف وتعزيز التضامن الأكاديمي في أنحاء العالم شتى .
وعد الباحث مفهوم التوأمة الجامعية يشير الى التعاون بين الجامعات وهو العامل الأول على نشر المودة والأخاء بين أبناء البشر مهما اختلفت حضاراتهم ومذاهبهم في عالمنا الحالي، فالرؤية هي توأمة وشراكة علمية مع الجامعات العالمية الرائدة، أما الرسالة فتتمثل في تعزيز التعاون العلمي والتقاني مع الجامعات والمراكز العلمية المتقدمة من خلال اتفاقيات توأمة تسهم في الأرتقاء بالمؤسسات التعليمية الى مصاف الجامعات العالمية .
وبين الأستاذ الدكتور سمير عطا مكي أهمية التوأمة بين الجامعات الى الرفع من نوعية برامج الجامعات وبرامج الأعداد لتكون مماثلة للجامعات المتطورة أكاديميا واداريا، والأستفادة من برنامج الأستاذ الزائر، لاسيما في الخبرات العالمية وأيضا لتكون متبادلة من خلال توجيه أعضاء هيئة التدريس الى جامعات محددة لأنجاز سنة التفرغ العلمي ضمن  استراتيجية معدة للبحوث والبرامج لضمان جودة البحوث ومناسبتها للجامعة، وتبادل الخبرات في معايير الأداء والتقويم المتبعة في الجامعات العالمية للرفع من معايير الأداء والتقويم في الجامعات الاخرى، وضرورة التوسع في برنامج تبادل منح الطلاب بين الجهتين، ومد الجسور المعرفية الدائمة بين الجامعات ونظيراتها من الجامعات  العالمية في برامج تطوير العلوم الطبيعية التطبيقية لاسيما في علوم الفيزياء والرياضيات، والأستفادة من السجل التأريخي الطويل للجامعات العريقة في أوربا في تطوير الجامعات حتى لاتقع في أخطاء فادحة وقعت فيها الجامعات العالمية أثناء التطوير ليتم تجنبها وأختيار الانموذج الأفضل منها.
واوضح المحاضر، ان آلية عمل التوأمة تتلخص باعتماد عدد من المعايير الكفيلة بتحقيق تلك الخطط ومنها تحديد الجامعات العالمية المرموقة والمعاهد ومراكز البحوث العالمية المتقدمة واجراء التصنيف لها واعداد قاعدة بيانات لمختلف الجامعات والمعاهد ومراكز المعرفة الأنسانية العالمية والتقانية والأتصال بالمؤسسات العلمية العالمية وذلك بالتنسيق مع الكليات ذات العلاقة وحصر حاجات الكليات والأقسام الى التعاون العالمي والتقاني وأولوياتها بالتنسيق مع الكليات، فضلا عن حصر حاجات برامج التطوير في الجامعة الى التعاون العالمي وتسهيل اجراءات تبادل الزيارات عن طريق تسهيل اصدار التأشيرات والتذاكر والأقامة واعداد عقود الخدمات والمشاريع للتوقيع بين الجانبين ومتابعتها بالتنسيق مع الكليات ذات العلاقة ورفع تقارير دورية لرئاسة الجامعة عن سير عقود الخدمات والمشاريع البحثية .
وفي ختام المحاضرة بين المحاضر الخطط المستقبلية في تعزيز شراكات الجامعات مع تظيراتها من الجامعات العالمية من حيث سعيها الى عقد شراكة مع العديد من الجامعات الرصينة والمعترف بها، مشيرا الى تجربة عدد من الكليات والجامعات العراقية التي سبق وان أبرمت في السنوات الماضية مذكرات تفاهم للتوأمة مع نظيراتها في بلدان متعددة كالولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والمانيا وكندا وبريطانيا وشملت اختصاصات علمية مختلفة منها طبية وهندسية ومصرفية وفي مجالات ادارة الأعمال ودراسات البترول والتخطيط، كما في كليتا الهندسة بجامعة بغداد وجامعة سوين برن الأسترالية اللتان اعدتا مشروعا لتوأمة قسمي الهندسة المدنية في الكليتين على مستوى توحيد المناهج الدراسية والأمتحانات ودعم التعاون العلمي وتبادل الخبرات بين القسمين، الى جانب وجود لجنة عراقية أجرت اتصالات مع أكاديميين في جامعة سوين بورن لمناقشة ترتيبات المشروع ومتطلباته، ووضع الخطط والأجراءات الكفيلة لضمان نجاح تجربة التوأمة، حيث أن التواصل والأنفتاح على الجامعات العالمية المرموقة علميا، يعد أحد أهم الأهداف التي تسعى الجامعات العراقية الى تحقيقها لدعم العملية التعليمية والبحثية في العراق بما يصب في رفع كفاءة الهيئات التدريسية وخبراتهم، والأرتقاء بالمستوى التعليمي للطلبة وتمكينهم من الحصول على شهادات تخرج معتمدة دوليا، حيث عد الباحث هذا الأمر جيدا في أن تكون هناك مشاريع جديدة للتوأمة بين جامعة بغداد والجامعات المعروفة برصانتها لأنها بحاجة الى الأكثار من هكذا مشاريع تعمل على تطوير أداء مؤسساتها التعليمية ونشاطها لاسيما وانها قد عانت طيلة العقود الماضية من قلة الأحتكاك بنظيراتها في الدول المتقدمة، في حين يسجل عليها الأن تقدما مضطردا لتقليص الفجوة العلمية والأرتقاء بمستواها العريق وصولا للمستوى المرموق الذي يليق بها وبمستوى التعليم العالي  بشكل عام .
وفي نهاية المحاضرة فتح باب النقاش والحوار بين الحاضرين من الاكاديميين والمختصين بالشان العلمي من جهة، والمحاضر من جهة اخرى لاغناء الموضوع ورفع التوصيات الخاصة بتطوير هذا البرنامج العلمي المهم .                                                               

Comments are disabled.