Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 07/11/2012

انطلاق الثورة العمرانية

مع الابن البار لجامعة بغداد

   كان غاية في الأدب والخلق الرفيع، لأنّه خريج جامعة بغداد، انحنى إجلالا للعلم، ورحّب كل الترحاب بأساتذته في الهندسة المدنية و المعمارية، ليبدو وكأنه مقيما في احد المشاريع، تعامل مع الجميع بتواضع وحرص ومثابرة، اتّسم بالنشاط غير المحدود، والذكاء الحاد، كأنّه لا ينسى صغيرة ولا كبيرة، دخل الميدان ومشى على الأرض المتربة وكأنّه لا يزال تلميذا مع أساتذته، وهو يقول انتم أساتذتي الأجلّاء كلّ زمان، هذا هو خريج جامعة بغداد، ابن بار ووفي بكل المقاييس، هو المهندس محمد الدراجي وزير الاعمار والإسكان، المهندس المدني الذي غيّر المعايير في العمل السياسي والخدمي في حكومة العراق، جاء متلهفا ومسرورا وحازما جدّ الحزم في شخصية ديناميكية، غير تقليدية، وكأنه يعلم كلّ شي عن جامعة بغداد ومشاريعها، ولأنه مهندس متميز وخريج مجتهد من الجامعة، كان الاستقبال بالمثل معه، إذ استقبله الأستاذ الدكتور موسى الموسوي رئيس الجامعة بمعية الأستاذ الدكتور صدقي اسماعيل مدير الشؤون الهندسية والاستاذ المهندس عبد الكريم منير مدير مكتب رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور عبدالباسط سلمان رئيس تحرير الموقع الالكتروني، والدكتور محسن الشمري مدير شؤون ديوان الجامعة والدكتور مهدي دويغر مدير المعلوماتية، مع وفد إعلامي كبير من شبكة الإعلام العراقي، الذي صوّر بعض المشاهد في أحد المواقع ومن ثم غادر ليكمل أحد البرامج في مكان آخر.

  كان لقاء مثمرا وميدانيا في أروقة وميادين العمل في مواقع الجامعة، التي قاست الكثير من عثرات وتلكؤ كبير لأسباب قاهرة عديدة، منها التمويل ومنها الإهمال، الذي ورثته الجامعة من الشركات المنفذة، وما أن زار جامعة بغداد العام الماضي المهندس محمد الدراجي وزير الإسكان والأعمار، حتى وقرّر أن يردّ الجميل لأساتذته وجامعته في منتدى أقامته كلية الهندسة لتكريم مجموعة من عباقرة جامعة بغداد، وبعد اقل من عام انطلقت سواعد الخيرين في جامعة بغداد ووزارة الإسكان والإعمار لتبني مجموعة كبيرة من المرافق العلمية للجامعة في مدة قياسية، وبإشراف ومتابعة مباشرة من رئيس الجامعة ووزير الأعمار والإسكان، لنجد أن وثبة هائلة في الانجاز تتحقق ضمن مدّة قياسية، ومع الجولة الميدانية التي قام بها الوزير مع رئيس الجامعة والمرافقين، وجدنا أن نسبا كبيرة من الانجاز قد تحققت بتدابير معالي الوزير ومتابعته لهذه المشاريع، التي وصفها بأنها المشاريع الحضارية للوطن، ليعبّر بذلك عن جملة من الأمور في متابعته وحديثه مع رئيس الجامعة ورئيس المهندسين.

لا أريد أن ازور المشاريع المنجزة، بل أريد أن ازور المشاريع المتلكئة، هذه العبارة الهامة للوزير التي لازمتنا نحن فريق الموقع الالكتروني ونحن نرافق الوزير ورئيس الجامعة في هذه الجولة الميدانية، التي استنزفت طاقتنا البدنية ونحن نتنقل بين المباني والجدران وقاطع الحديد وعربات الخرسانه والاسمنت في مواقع العمل، ونحن ندوّن أجمل وأروع الأحاديث للوزير ورئيس الجامعة حول العمران والبناء، كلماته كلها تفاؤل وحرص ووفاء لجامعته، فبين الحين والآخر يكرر وزارتنا ستعبد شوارع الجامعة، اجعلوا العمل بثلاث وجبات في اليوم ودون انقطاع، لنكمل بنايات الجامعة بأسرع وقت، وزارتنا ستنفذ بناية كلية العلوم في الجامعة، وزارتنا ستزودكم بالمختبرات والمواد الأولية، الوزارة مستعدة لتقديم خدماتها لطلبة كلية الهندسة، الوزارة على استعداد أن تقدّم فرص عمل للطلبة الأوائل من الهندسة المدنية، بهذه العبارات والكلمات. كان الابن البار يتحدث مع رئيس الجامعة ومنتسبيها في الشغل الهندسي، ولم نتوقع أن تكون الجولات بهذه القسوة والشدة في ميادين العمل، حتى وصل الأمر وان نجد الوزير يقود السيارة شخصيا برفقة رئيس الجامعة كي يتأكدا شخصيا من المواقع الخاصة بمشاريع البناء، لتدخل السيارة بمنعطفات ضيقة وشوارع غير معبدة بل يغطيها الوحل والأتربة الكثيفة، وهما يتناقشان حول آليات التنفيذ والعمل، والغريب أن الوزير ورئيس الجامعة والمنتسبين يتناقشون وكأن البناء لمنزل من المنازل الخاصة بهم، وذلك لحرص الجميع على النقاش والدقة في طرح التفاصيل، بل وبمزيد من المعلومات والتفاصيل الدقيقة جدا، وقف الوزير على أكثر الأمور حساسية في العمل، وتطرق إلى آليات معالجة سريعة ومتينة غير تقليدية.
  هذا هو خريج جامعة بغداد، ذو خلق وفكر ووفاء، منتمي للوطن ومحب للخير، إنّها جامعة بغداد التي خرجت كم هائل من رؤساء الجمهوريات والوزراء والأمراء والقادة والمفكرين والعلماء والفلاسفة،وقد  وثق فريق الموقع الالكتروني الجولة بعدد من الصور الفوتوغرافية.



 



Comments are disabled.